الاثنين، 15 أبريل 2013

حروف الجر ومعانيها والإضافة والتوابع

حروف الجر ومعانيها والإضافة والتوابع





باب الإضافة






ثانيا: التوابع 

النَّعت (الصفة) في النَّحو


البَدَلُ في النَّحْوِ العَربي


العَطْفُ في العَربيّة


التوكيد في العربية



حُرُوفُ الجَرّ عِشرون، جَمَعَهَا ابنُ مالك في ألفيتِه، فقال: 

    هَاكَ حُروفَ الجرَّ وهي: مِنْ إلى    * حَتَّى خَلاَ حَاشَا عَدا في عَنْ عَلى
     مُـذْ مُنْــذُ رُبَّ اللامُ كَيْ واوٌ وتا    * والكــافُ والبــا ولَعَـــلَّ وَمَتَــــى

وتفصيلها
ثلاثة في الاستثناء، وهي:( خَلاَ وعَدَا وحَاشَا) إذا خفضن، وثلاثة شاذَّةٌ، وهي: ( مَتَى، ولَعَلَّ، وكيْ ). وسبعة تجر الظّاهرَ والمُضمَر، وهي: (مِنْ وإلى وعَنْ وَعَلى وفى والباء واللام)، وسبعة تختص بالظاهر، وتنقسم أَرْبَعَةَ أقْسَام، مالا يختصُّ بظاهِرٍ بعينه وهو: (حَتَّى والكافُ والواوُ)، وما يختصُّ بالزمان وهو: (مُذْ ومُنْذُ)، وما يختصُّ بالنكرات وهو:(رُبَّ)، وما يختصُّ بالله ورَبِّ مضافاً للكعبة، أو لياء المتكلّم، وهو: التاء، نحو:(وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ).

الجـــرّ لغة: هو الجذبُ والشدُّ والاقتياد، وهي مأخوذة من المادة اللغويّة ( جَرَرَ ).
اصطلاحا: نقلُ أو وَصلُ ما قبل الجارِّ إلى ما بعده، من فعل أو شبهه، وبحرف الجرّ تصل الاسم بالاسم والفعل بالاسم، ولا يدخل حرفُ الجرِّ إلا على الأسماء.
التسميات: أطلق النحاة على الجرِّ مُسمّياتٍ مُتعدّدةً منها:( حروف الخَفض، وحروف الجرِّ، وحروف الإضافة، وحروف الصّفات).
 وظائف حروف الجر:
تستخدم حروف الجر لربط أجزاء الكلام؛ حتى تتضح تفاصيلُ المعنى، لذلك كانت لها قيمةٌ دلالية سياقية نصية تظهرُ عن طريق توظيفها في النصوص، فهي تحدد الدلالاتِ السياقية َبدقة، وتبين معناها ومغزاها في الحديث، ولحروف الجرّ وظيفتان: دلالية ونحوية.
الوظائف الدلالية:
1. إحداث الترابط والتماسك بين عناصر الجملة، فلا يمكن الاستغناء عنها؛ لأنه لو حذفنا حرف الجر يتغير المعنى العام للجملة. 
2.  يضفي على السياق معاني متناهية في التمايز.
3.  الربط بين أجزاء الكلمة؛ كي تتضح تفاصيل المعنى ومقاصده، وليس لها دلالات.

معاني حروف الجــــــرّ:

( مِنْ ) لها سبعةُ مَعَانٍ هي:
1- ابتداءُ الغَايَةِ المكانية باتفاقٍ، وهو المعنى الرئيس، نحو:(مِنَ المَسْجِد الْحَرَام ) والزمانية خلافاً لأكثر البصريين، ولنا قولُه تعالى: ( مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) وقوله: (فَمُطِرْنَا مِنَ الْجُمُعَةِ إلىَ الْجُمُعَةِ). 
2-  بيان الجنس، نحو: ( مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ )، و(اجتنبوا الرجس من الأوثان)، و(ما يفتحِ اللهُ مِن رحمة).
3- التبعيض، نحو: ( حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تحُبُّونَ )، ونحو:(مِنهم مَنْ كلَّمَ اللهُ).
4- التنصيص على العموم، أو تأكيده عليه وهي الزائدة، ولها ثلاثة شروط: أن يسبقها نَفْىٌ أو نَهْىٌ أو استفهامٍ بِهَلْ وأن يكون مجرورُها نكرة، وأن يكون إمّا فاعلاً، نحو: ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرِ )، أو مفعولاً، نحو:(هَلْ تحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) أو مبتدأ،، نحو:(هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرِ اللهِ). و(ما فرطنا في الكتاب من شيء)، و(ما اتخذ اللهُ من ولدٍ سبحانه)
5-  معنى البَدَل،، نحو:(أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ ). و(لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم مِن الله )
6-  الظرفية، نحو:(مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ )، ( إذَا نُودِىَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمعَةِ ).
7- التعليلُ؛ كقوله تعالى:( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا )، وقال الفرزدق: ( يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهابَتِهِ... ).

(اللاَّمِ) لها اثنا عَشَرَ مَعْنىً: (المعنى الرئيس لللام هو الملك والاختصاص)
1.  المُلك، نحو:(للهِ مَا فىِ السَّموَاتِ ).
2.   الاختصاص (شِبْهُ الملك،)، نحو:(السَّرْجُ للدَّابّةِ ). والجنة للمؤمنين.
3.   التّعدية، نحو:(مَا أضْرَبَ زَيْداً لِعَمْرٍو ). و(ما أحَبَّ العُقلاءَ للصَّمتِ المَحمودِ، وما أبغضهم للثرْثرَة)، ومنه قوله تعالى:{فهَبْ لي مِن لَدُنْكَ وَلِيًّا}، ومنه قولهم: جَلبَ الخيرَ لأهلِه، وجنى الثمرةَ له، ورقَّ له قلبُه، وشكر لله، وعمَدَ للشَّيء (قصَدَه)، ومن الفعل اللازم أصلا: وتلطَّفوا للأمرِ، وأنصَتَ له. وهذا المعنى غير متفق عليه عند النحاة. [انظر شرح التصريح لخالد الأزهري، 1/ 642]. 
4.  التعليلُ؛ كقوله: ( وَإنِّى لَتَعْرُونىِ لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ    كما انتفضَ العُصفورُ بلّلَهُ القطرُ )
5.  التّوكيد، وهي الزائدة، نحو قوله:( مُلْكاً أَجَارَ لمُسْلِمٍ وَمَعُاهَدِ... )
6.  تقوية العامل الذى ضَعُفَ: إما بكونه فَرْعًا في العمل، نحو:(مُصَدِّقاً لِماَ مَعَهُمْ)، و( فَعَّالٌ لمِاَ يُرِيدُ )، وَإمَّا بِتَأَخُّرِهِ عَنِ المَعْمُولِ، نحو:(إنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )، وليست المقويةُ زائدةً محضة ولا مُعَدِّيةً محضة، بل هي بينهما.
7.   انتهاءُ الغاية، نحو:(كُلٌّ يَجْرِى لأجَلٍ مُسَمًّى )، وقرأت الكتاب لخاتمته.
8.  القَسَم، وتختصُّ بالله تعالى، نحو:(للهِ لاَ يُؤَخَّرُ الأجَلُ ).
9.  التَّعَجُّبُ، نحو:(للهِ دَرُّكَ ! ) ويا لك من ليل طويل. و(ويا لكِ طالبةً مجتهدةً! )
10. الصَّيْرُورَة، نحو:( لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ... ). وقوله تعالى {فالتقطه آل فرعون ليصير لهم عدوا وحزنا}
11. بمعنى (بعد) البَعْدِية، نحو:(أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدلُوكِ الشَّمْسِ )، وقوله - صلى الله عليه وسلم-:"صوموا لرؤيته".
12. بمعنى (علىالاستعلاءُ، نحو:(وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ)، (وتَلَّهُ للجَبين)، و(دعانا لجنبه).

 (الباء) لها اثنا عشر معنًى:
1-  الإلْصَاقُ، وهو المعنى الرئيس للباء، نحو:(أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ ). (وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) لمن أراد مسح كل الرأس. 
2-  الأستعانة، نحو:(كَتَبْتُ بِالْقَلَمِ ). و(بسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم).
3-  التَعويض، نحو:( بِعْتُكَ هذَا بِهذَا ).و(وشَرَوْهُ بثَمَنٍ بخْسٍ).
4-  التَّعْدِية، نحو:(ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ ) أي: أذْهَبَهُ، وأذن بالشَّيءِ (علمَ به)، وأهلَّ به (قال له: أهلاً)، وبَصُرَ به (صار مبصرا)، وحفل به (اهتمّ)، وحاقَ بهم الأمرُ (لزمهم)، وخصّه بالشَّيء (فضّله)، وتربّص بفلان (انتظر به خيراً أو شرّاً)، وطاف بالكعبة...
5-  التبعيض، نحو:(عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ ) أي: منها.(وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) لمن أراد مسح بعض الرأس كالشافعية في الوضوء.
6-  المُصَاحَبَة، نحو:(وَقَدْ دَخَلُوا بِالكُفْرِ ) أي: معه. و(قد جاءَكم الرّسوُل بالحَقِّ).
7-  المُجَاوَزَة، نحو:(فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيِرا ): أي عنه. و(سأل سائل بعذاب واقع).
8-  الظَّرْفية، نحو:(وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الغَرْبِىِّ )، أي: فيه، ونحو:( نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ ).
9-  البَـدَلُ، نحو:( مَا يَسُرُّنِى أَنِّى شَهِدْتُ بَدْرَا بِالعَقَبَةِ )، أي بَدَلهَا، ونحو: خُذِ الكتاب بالدفتر.
10- الاستعلاء، نحو:(مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ )، أي على قنطار.
11- السببية، نحو:(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ ). و(أخذته العزة بالإثم).
12- التأكيد وهي الزائدة، نحو:(وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً )، ونحو:( وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلَى التَّهْلُكَةِ )، ونحو:(جاء القائد بنفسه)، وبعد إذا الفجائية، نحو (خرجت فإذا بالأستاذ قادم).

( في ) لها ستةُ مَعَانٍ:
1- الظرفية حقيقيةً مكانيَّةً أو زمانيةً، وهو المعنى الرئيس لها، نحو: (فِي أَدْنَى الأرْضِ )، ونحو: ( في بِضْعِ سِنِينَ ). أو مجازية، نحو: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ ).
2-  السّبية، نحو: (لَمَسَّكُمْ فيِمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
3-  المُصاحبة، نحو: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ ).
4-  الاستعلاءُ، نحو: (لأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ).
5-  المُقَايَسَة، نحو: (فَمَا مَتَاعُ الْحَياَةِ الدُّنْيَا فيِ الآخِرَةِ إلاّ قَليِلٌ ).
6-  بمعنى الباء نحو: ( بَصِيرُونَ فِي طَعْنِ الأبَاهِرِ وَالكُلَى ).

 ( على ) لها أربعةُ مَعَانٍ:
1-  الاستعلاء، نحو:(وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ ).
2-  الظَّرْفِية، نحو:(عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ ): في حين غفلة.
3-  الْمُجاوَزَة؛ كقوله:( إذَا رَضِيَتْ عَلَىَّ بَنُو قُشَيْرٍ)؛ أي: عني.
4-  المُصاحبة، نحو:(وَإِنَّ رَبّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ)، و(وآتى المال على حبه)،

( عَنْ ) لها أربعةُ معانٍ:
1-  المُجاوزة، وهو المعنى الرئيس لها، نحو:(سِرْتُ عَنِ البَلَدِ ).
2-  البَعْديِة، نحو: (طَبَقَاً عَنْ طَبَقٍ)؛ أي: حالا بعد حال.
3-  الاسْتِعْلاَء؛ كقوله تعالى: ( وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ )؛ أي: عَلَى نفسه.
4-  التعليل، نحو: (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكى آلِهتِنَا عَنْ قَوْلِكَ )؛ أي: لأجْلِهِ.

(الكاف) لها أربعةُ مَعَانٍ:
1-  التّشْبِيه، وهو المعنى الرئيس لها، نحو:(وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ).
2-  التّعليل، نحو:(وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ )؛ أي: لهدايته إياكم.
3-  التّوكيد وهي الزّائدة، نحو:(لَيْسَ كمِثلِهِ شَيْءٌ )؛ أي: ليس شيء مثله.

(إلى وحتى) تفيد معنى:
1- انتهاءُ الغايةِ مكانيةً أو زمانيةًنحو:(مِنَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الَمسْجِدِ الأقْصَى )، ونحو:(أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلىَ الّليْلِ  ويجرُّ بحتى آخر؛ نحو:( أَكَلْتُ السَّمَكَةَ حَتَّى رَأْسِهَا)، أو متصل بآخر؛ نحو:(سَلاَمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ).

 معنى الواو وتاء القَسَم، نحو: والله وتالله.

(مُذْ ومُنْذُ) تفيد معنى:
1- ابتداءُ الغاية إنْ كان الزمان ماضياً؛ كقول زهيرٍ:(أَقْوَيْنَ مُذْ حِجَجٍ وَمُذْ دَهْرِ...)، وقول امرئ: ( وَرَبْعٍ عَفَتْ آثَارُهُ مُنْذُ أَزْمَانِ... ).
2- الظرفيةُ إنْ كان حاضراً، نحو:(مُنْذُ يَوْمِنَا ).
3- بمعنى (مِنْ وإلَى معاً) إنْ كان معدوداً، ويدلان على ابتداء الغاية وانتهائها معاً؛ نحو:(مُذْ يَوْمَيْنِ).

(رُبَّ) تفيد معنى:
1- التكثيرُ كثيرًا: فالأولُ؛ كقوله- عليه الصلاة والسلام: ( يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ يَوْمَ الْقَيِامَةِ )وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان: ( يَا رُبَّ صَائِمِه لَنْ يَصُومَهُ وَقَائِمِه لَنْ يَقُومَهُ )
2- التقليل قليلاً؛ كقول الأزدي: ( أَلاَ رُبَّ مَوْلُودٍ وَلَيْسَ لَهُ أَبٌ... وَذِى وَلدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوَانِ )، يريد بذلك آدم وعيسى- عليهما الصّلاة والسّلام.

حروف الجرِّ التي
 لَفْظُها مُشْتَرِكٌ بين الحرفية والاسمية خمسة هي:
1- الكاف (اسميتها مخصوصة بالشعر)؛ كقوله: ( يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ الْمُنْهَمِّ )؛ بمعنى (عن مثل البرد)
2- (عَنْ وَعَلَى) وذلك إذا دخلت عليهما ( مِنْ )كقوله: ( مَنْ عَنْ يَمِينِى مَرَّةً وَأَمَامِى)، وقوله:( غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَمَّ ظِمْؤُهَا).
3-  (مُذْ ومُنْذُ ) وذلك في موضعين:
أ) أن يَدْخُلاَ على اسمٍ مرفوعٍ، نحو:(مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمَانِ )أو ( مُنْذُ يَوْمُ الْجُمُعَة )، وهما حينئِذٍ مبتدآن، وما بعدهما خبر، وقيل بالعكس وقيل: ظَرْفَان، وما بعدهما فاعلٌ بكان تامّة محذوفة.
ب) أن يَدْخُلاَ على الجملة فعليةً كانت وهو الغالب؛ كقوله:( مَا زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَدَاهُ إِزَارَهُ )، أو أسْمِيَّةً؛ كقوله: ( وَمَا زِلْتُ أَبْغِى المَالَ مُذْ أَنَا يَافِعٌ)، وهما حِينئذٍ ظرفان باتفاق.

فوائـــــــد:
  • تُزَاد كلمة ( ما ) بعد ( مِنْ )، و( عَنْ ) والباء فلا تَكُفُّهُنَّ عن عمل الجرِّ، نحو:(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ )، ( عَمَّا قَليِلٍ )، ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ ).
  • تُزَاد كلمة ( ما ) بعد ( رُبَّ )، والكافِ فيبقى العَمَلُ قليلا؛ كقوله:( رُبَّمَا ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيلٍ)، وقوله: ( كَمَا النَّاسٍ مَجْرُومٌ عَلَيْهِ وَجَارِمُ )، والغالبُ أن تَكُفَّهُمَا عن العمل فيدخلان حينئِذٍ على الجمل؛ كقوله: ( كَمَا سَيْفُ عَمْرٍو لَمْ تَخُنْهُ مَضَارِبُهْ)، وقوله: (رُبَّما أَوْفَيْتُ فيِ عَلَمٍ)، والغالِبُ على ( رُبَّ ) المكفوفَةِ أن تَدْخُلَ على فعلٍ ماضٍ.
  • قد تدخل( رُبَّ ) على فعلٍ مضارع مُنَزَّلٍ منزلَةَ الماضى؛ لتحُّققِ وُقُوعه، كقوله تعالى:(رُبَـمَا يَوَدُّ الّذيِنَ كَفَرُوا)، وَنَدَرَ دخولهُاَ على الجمل الا سمية كقوله: ( رُبَّمَا الْجامِلُ المُؤَبَّلُ فيِهِمْ... )، و(الجامل) خبراً لضميرٍ محذوفٍ والجملة صفة لما؛ أي: (رُبَّ شيء هو الجامِلُ المُؤَبّلُ).
  • تُحْذَف ( رُبَّ ) ويبقى عَمَلُهَا بعد الفاء كثيراً؛ نحو: (فَمِثْلِكَ كريماً قَدْ قَصدتُ)، وبعد الواو أكثر؛ كقوله: ( وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ )، وبعد ( بَلْ ) قليلا؛ كقوله:(بَلْ مَهْمَةٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ).

باب الإضافة

س1: ما عنصرا المركبِ الإضافي، وما حكمُ كلِّ واحد منهما؟
ج- له عنصران، مثل: غلام زيدٍ، والأول هو المضاف، ويقع في جميع مواقع الإعراب من مبتدأ وخبر وفاعلية ومفعولية وغيرها، وحتى قد يكون مضافا إلى مضاف قبله، والعنصر الثاني هو المضاف إليه، ولا يكون إلا مجرورا بالإضافة ظاهرا الجرّ أو مقدرا، فإن كان المضاف إليه مبنيا فهو في محل جرّ.

س2: ما الذي يُحذَفُ مِن المُضافِ للإضافة؟
ج‌-    تَحْذِفُ من المضاف ما فيه من تنوينٍ: ثَوْبُ زَيْدٍ، ونون التثنية نحو {تَبَّتْ يَدَا أَبىِ لَهَبٍ}، ونونُ جمع المذكَّر السالم، نحو: {والمُقِيمِى الصَّلاَةِ}، وتحذف أل (الغلام: جاء غلامُ زيدٍ) إلاّ في خمس صور من الإضافة اللفظية؛ إذ يجوز بقاؤها.

س3: المضاف إليه يكون مجرورا، فما الذي يَجُرّه؟
ج‌-    يُجَرُّ المضاف إليه بالمضاف وفاقًا لسيبويه، وبمعنى اللام وفاقا للزجّاج.

س4:  تأتي الإضافة على معنى أحد ثلاثة حروف، ما هي؟ وما ضابط كلِّ معنى؟
ج- تكون الإضافة على معنى (اللام) بأكْثَرِيّةٍ وذلك إذا لم تكن حسب الضابطين التاليين: هذه يد زيدٍ، وعلى معنى (في) بِقلّةٍ وضَابِطُها: أن يكون الثاني ظَرْفًا للأوّل، نحو {مَكْرُ الّليْلِ}، و{يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}، وعلى معنى (مِنْ) بكثرة، وضابطها: أن يكون المضافُ بَعْضَ المضاف إليه، مع صلاحية المضاف إليه للإخبار به عن المضاف، نحو: هذا خَاتَمُ فِضّةٍ.

س5: ما أنواعُ الإضافة؟             
ج‌-    الإضافة نوعان، معنوية ولفظية.

س6: ما مزايا الإضافةِ المعنوية؟
ج- أنها تفيد تَعَرُّفَ المضاف بالمضاف إليه إن كان معرفة: جاء غُلاَمُ زَيْدٍ، وتَخَصُّصَهُ به إن كان نكرةً: عليٌّ غُلاَم امْرَأَةٍ، أو تخصصه فقط وإن أضيف إلى معرفة إذا كان المضاف لا يقبل التعريف لتوغله في الإبهام كـ (غَيْر ومِثْل وشِبْه وخِدْن) ولذلك صَحَّ وصف النكرة بها في نحو: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِثْلِكَ، أو: غَيْرِكَ.

س7: لماذا سميت بالمعنوية وبالمحضة؟
ج- تسمى معْنَوِيّة؛ لأنها أفادت أمرا معنويا وهو التعريف والتخصيص، ومَحْضَة؛ لأنها خالصة من تقدير الانفصال.

س8:  عرِّفِ الإضافةَ اللفظية، واذكر ما تختلف به عن المعنوية؟
ج- الإضافة اللفظية: أن يكون المضافُ صفةً تُشْبه المضارعَ في كونها مُرَاداً بها الحالُ أو الاستقبالُ، والمضافُ إليه معمولها، وهذه الصفة ثلاثة أنْوَاعٍ: اسم الفاعل: هذا ضَارِبُ زَيْدٍ، واسم المفعول: هذا مَضْرُوبُ الْعَبْدِ، ومُرَوَّعُ القَلْبِ، والصفة المشبهة: هذا حَسَنُ الْوَجْهِ، وعَظِيم الأمَلِ، وقَلِيل الحِيَلِ.
وتختلف عن المعنوية بأنها لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا، ولا تفيد إلاّ التخفيفَ أو رَفْعَ القُبْحِ، وهذان أمران لفظيان لذلك تُسَمَّى لفظية، وهي غير محضة لأنها على تقدير الانفصال لأن: زيدٌ ضاربُ عمرٍو، أصلها: زيد ضاربٌ عَمْرًا، والفاصل هو التنوين.

س9:  ما أدلةُ عدمِ إفادة التعريف للمضاف من المضاف إليه في الإضافة اللفظية؟
ج- الأدلة ثلاثة:
1-      وَصْفُ النكرة به في نحو: {هَدْيًا بَالِغَ الكَعْبَةِ}، ولا توصف النكرة إلا بالنكرة.
2-      وُقُوعُهُ حالا في نحو: {ثَانِيَ عِطْفِهِ}،  والحال لا تكون إلا نكرة غالبا، وقوله:
فَأَتَتْ بِهِ حُوشَ الْفُؤَادِ مُبَطَّنا.
3-     دخولُ (رُبَّ) عليه - رُبّ لا تجر سوى النكرة - في قوله: يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ كَانَ يَطْلُبُكُمْ.

س10:  ما الدليل على أنها لا تفيد تخصيصا للمضاف؟
ج‌-    الدليلُ أن أصلَ قولك: ضَارِبُ زَيْدٍ: ضاربٌ زيدًا فالاختصاصُ موجودٌ قبل الإضافة.

س11: تختص الإضافة اللفظية بجواز بقاء (أل) في المضاف في خمس صور، ما هي؟ 
1-       المضاف إليه بأل: هذا الجَعْدُ الشَّعَرِ، وقوله: شِفَاءٌ، وَهُنَّ الشَّافِيَاتُ الْحَوَائِمِ. 
2-      المضاف إليه مُضَاف لما فيه (أل) نحو: جاء الضَّارِبُ رَأْسِ الْجَانِي، وقوله: لَقَدْ ظَفِرَ الزُّوَّارُ أَقْفِيَةِ الْعِدَى.
3-    المضاف إليه مُضَاف إلى ضمير ما فيه (أل)، جاء الرجلُ الضاربُ عمِّه، وكقوله: الْوُدُّ أَنْتِ المُسْتَحِقّةُ صَفْوِهِ.
4-      المضافُ مُثَنًّى، جاء الضاربا زيدٍ، و: إِنْ يَغْنَيَا عَنِّيَ المُسْتَوْطِنَا عَدَنٍ 
5-      المضافُ جَمْعُ مذكر سالما، جاء الضاربو زيدٍ، وقوله: لَيْسَ الأخِلاّءُ بِالْمُصْغِي مَسَامِعِهِمْ.

س‌12:  متى قد يكتسب المضافُ المذكَّرُ من المضاف إليه المؤنثِ تأنيثَهُ، وبالعكس مع ذكر الأمثلة؟
ج- قد يكتسب ذلك إذا توفر شَرْطٌ وهو صلاحِيَةُ المضاف للاستغناء عنه بالمضاف إليه،
·         فمن الأوّل قولُهم: قُطِعَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ، وقراءةُ بَعْضِهِمْ: {تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ}، وقولُه: طُولُ اللّيَالِي أَسْرَعَتْ فيِ نَقْضِي = طويْنَ طولي وطوينَ عَرْضِي
·         ومن الثاني قولُه: إنَارَةُ الْعَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى = وَعَقْلُ عاصي الهوَى يزداد تَنْوِيرا

س13: كيف تعامل النحاة مع إضافة الاسم إلى مرادفة والموصوف إلى صفته، والصفة إلى موصوفها؟
ج- كان أن لجأوا إلى التأويل فإضافة اسْمٌ لمرادفِه، مثل: هذا لَيْثُ أَسَدٍ، وجاءني سَعِيدُ كُرْزٍ، تأويلُه: أن يُرَادَ بالأول المُسَمَّى، وبالثاني الاسْمُ، أي: جاءني مُسَمًّى هذا الاسم.
وإضافة الموصوفٌ إلى صفته: رَجُلُ فَاضِلٍ، وحَبَّةُ الْحَمْقَاءِ، وصَلاَةُ الأولى، ومَسْجِدُ الجامع، تأويلُه: أن يُقَدَّرَ موصوفٌ، أي: حَبَّةُ البقلةِ الحمقاءِ، وصلاة الساعةِ الأُولى، ومسجد المكانِ الجامعِ.
وإضافة الصفة إلى موصوفها: فَاضِل رَجُلٍ، وجَرْدُ قَطِيفَةٍ، وسَحْقُ عِمامَةٍ، تأويلُه: أن يُقَدَّرَ موصوفٌ أيضا، و يقدر إضافة الصفة إلى جنسها ويجر جنسها بمِنْ، أي: شَيْءٌ جَرْدٌ من جنس القطيفة، وشَيْءٌ سَحْقٌ من جنس العِمامة.

س14:  ما حكم الأسماء من حيث الإفراد (عدم الإضافة) والإضافة؟
ج- الغالبُ على الأسماء أن تكون صالحةً للإضافة والإفراد (وهو عدم الإضافة): مثل: غُلاَم، وثَوْب.

س15: ما الذي يمتنع من الأسماء أن يكون مضافا، ويقبل أن يكون مضافا إليه.
ج- هي: المضمرات وأسماء الإشارة، والموصولات - عدا أيّ - وأسماء الشرط والاستفهام عدا (أيّ) فيهما أيضا.

س16: ما الألفاظ التي تضاف إلى المفرد وجوبا مع جواز حذف المضاف إليه لفظا؟
ج- هي: كلّ، و: بَعْض، و: أيّ، قال الله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، و{فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}، و{أَيًّا مَا تَدْعُوا}.

س17:  ما الألفاظ التي تضاف إلى المفرد وجوبا ولا يجوز حذف المضاف إليه لفظا (قطع الإضافة)، وما أنواعها؟
ج‌-    هي ثلاثة أنواع:
1-             ما يُضَاف للظاهر والمضمر نحو: كِلاَ، و: كِلْتَا، و: عِنْدَ، و: لَدَى، و: قُصَارَى، و: سِوَى، جاءني كلا الرجلين وكلاهما إلخ.
2-             وما يختص بالظاهر : أُوْلو، و: أُولاَت، و: ذُو، و: ذَات، قال تعالى: {نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ} {وَأُولاَتُ الأحْمَالِ}، {وَذَا النُّونِ}، و: {ذَاتَ بَهْجَةٍ}.
3-             وما يختصّ بالمضمر وهو نوعان:
1-      ما يُضَاف لكل مضمر، وهو: وَحْدَ، نحو: {إذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ}، وقوله: وَكُنْتَ إِذْ كُنْتَ إِلهي وَحْدَكَا = لم يكُ شيء يا إلهي قبلك، وقوله: والذِّئْبَ أَخْشَاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ = وَحْدِي، وأخشى الرياحَ والمطَرَا، مررنا به وحْدَنا.
2- وما يختصُّ بضمير المخاطَبِ وهو [مَصَادِرُ مُثَنَّاة لفظا، ومعناها التَّكْرَار، منصوبة بالياء على أنها مفعول مطلق] وهي: لَبَّيْكَ، وسَعْدَيْكَ، وحَنَانَيْكَ، ودَوَالَيْكَ، وهَذَاذَيْكَ، قال: ضَرْباً هَذَاذَيْكَ وَطَعْناً وَخْضَا ، دَوَالَيْكَ حَتَّى كُلُّنَا غَيْرُ لاَبِسِ.

س18: ما الأسماء التي تلزم الإضافة إلى الجمل اسمية كانت أو فعلية؟
ج‌-    إِذْ، وحَيْثُ:
1-      فأمّا (إذْ) فنحو: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ}، (أضيفت إلى الاسمية) {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً}، (أضيفت إلى الفعلية) وقد يُحْذَف ما أُضِيفت إليه للعلم به فَيُجَاء بالتنوين عِوَضاً منه كقوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ}.
2-      أمّا حيث فنحو: جَلَسْتُ حَيْثُ جَلَسَ زَيْدٌ، وحَيْثُ زَيْدٌ جَالِسٌ.

س19: ما الأسماء التي تختصُّ بالإضافة إلى الجمل الفعلية؟
1-      (لَمَّا) عند مَنْ قال باسميتها نحو: لَمَّا جَاءَني أكْرَمْتُهُ.
2-      (إذا) عند غير الأخفش والكوفيين نحو: {إذَا طَلّقْتُمْ النِّسَاء}، وأمّا نحو: {إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، فيقدر فعل بعد إذا يفسره الفعل بعد الاسم المرفوع، أي: إذا انشقت السماء انشقت.

س20: ما حكم أسماء الزمان المنزلة منزلة إذ أو إذا؟
ج‌-    ما كان بمنزلة: (إذْ، أو إِذَا) في كَوْنِهِ اسمَ زَمانٍ مُبْهَم لما مضى أو لما يأتي، فإنه بمنزلتهما فيما يُضَافَان إليه، فالمنزلة منزلة (إذ) تضاف إلى الاسمية والفعلية فلذلك تقول: جِئْتُكَ زَمَنَ الْحَجَّاجُ أمِيرٌ، أو: زَمَنَ كَانَ الْحَجَّاجُ أمِيرا، والمنزلة منزلة إذا تضاف إلى الفعلية فقط: آتِيكَ زَمَنَ يَقْدَمُ الْحَاجُّ، ويمتنع: زَمَنَ الْحَاجُّ قَادِم.

س21: ما الذي يضاف إليه كلا وكلتا؟
ج- مما يلزم الإضافة كِلاَ، وكِلْتَا، ولا يُضَافَان إلا لما استكمل ثلاثة شروط في المضاف إليه:
1-      التَّعْرِيف فلا يجوز: كِلاَ رَجُلَيْنِ، ولا: كِلْتَا امْرَأَتَيْنِ.
2-   الدَّلاَلَةُ على اثنين إما بالنصِّ نحو: كِلاَهُمَا، و: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ}، أو بالاشتراك نحو قوله: كِلاَنَا غَنِىٌّ عَنْ أَخِيهِ حَيَاتَهُ، فإن كلمة (نا) مشتركة بين الاثنين والجماعة.
3-      أن يكون كلمة واحدة؛ فلا يجوز: (كِلاَ زَيْدٍ وَعَمْرو).

س22: ما أنواع (أيٌّ)؟
1.       استفهامية، وفي هذه الحالة تلزم صدر الجملة، وتكون معربة .مثاله : قوله تعالى {أيكم زادته هذه إيمانا}
2.       شرطية، وتكون في الصدر، وتكون معربة؛ مثاله قوله تعالى: {أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى}، ويمكن أن يفرق بينها وبين التي قبلها في أن الغالب أن يأتي بعدها فعل مضارع مجزوم، وقد يقترن جوابه بالفاء.

3.       موصلة لما فيه أل، وتكون في هذه الحال مبنية على الضم؛ مثاله قوله تعالى : {يا أيها النبي}.

4.      موصولة؛ نحوُ: (يُعْجِبُنِي أيُّهم هو قائمٌ)، ثمَّ إنَّ (أيًّا) لها أربعةُ أحوالٍ:
أَحَدُها: أنْ تُضافَ ويُذْكَرَ صدرُ صِلَتِها، نحوُ: يُعْجِبُنِي أيُّهم هو قائمٌ.
الثاني: أنْ لا تُضافَ ولا يُذْكَرَ صدرُ صِلَتِها، نحوُ: يُعْجِبُنِي أيٌّ قائمٌ.
الثالثُ: أنْ لا تُضافَ، ويُذْكَرُ صَدْرُ صِلَتِها، نحوُ: يُعْجِبُنِي أيٌّ هو قائمٌ.

وفي هذه الأحوالِ الثلاثةِ تكونُ معربةً بالحركاتِ الثلاثِ، نحوُ: (يُعْجِبُنِي أيُّهم هو قائمٌ، ورأيتُ أَيَّهُم هو قائمٌ، ومَرَرْتُ بأيِّهم هو قائمٌ، وكذلك أيٌّ قائمٌ وأيًّا قائمٌ، وأيٍّ قائمٌ)، وكذا: أيٌّ هو قائمٌ، وأيًّا هو قائمٌ، وأيٍّ هو قائمٌ.
الرابعُ: أنْ تُضافَ ويُحْذَفَ صدرُ الصلةِ، نحوُ:يُعْجِبُنِي أيُّهم قائمٌ، ففي هذه الحالةِ تُبْنَى على الضمِّ، فتقولُ: يُعْجِبُنِي أيُّهم قائمٌ، ورأيتُ أيُّهم قائمٌ، ومَرَرْتُ بأيُّهم قائمٌ، وعليه قولُه تعالى:{ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}.

س23: ما أحكام إضافة (أيٌّ)؟ س 24: ما الفرق بين (أيّ)الموصولية وأيّ الاستفهامية والشرطية؟
1-      تضاف (أيّ) للنكرة مطلقا؛ نحو: "أي رجل"، و"أي رجلين"، و"أي رجال"؛
2-      تضاف للمعرفة، إذا كانت مثناة، نحو: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ}، أو مجموعة؛ نحو {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، ولا تضاف إليها مفردة إلا إن كان بينهما جمع مقدر؛ نحو "أي زيد أحسن"؛ إذ المعنى: أي أجزاء زيد أحسن؛ أو عطف عليها مثلها بالواو كقوله: أيي وأيك فارس الأحزاب، إذ المعنى: أينا.
3-      لا تضاف "أي" الموصولة إلا إلى معرفة؛ نحو: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ}، ولا "أي" المنعوت بها والواقعة حالا إلا لنكرة؛ كـ"مررت بفارس أي فارس"، و"بزيد أي فارس".
4-      أي" الاستفهامية والشرطية تضافان إلى المعرفة والنكرة؛ نحو: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا}، {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}، {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ}؛ وقولك "أي رجل جاءك فأكرمه".

س25: ما تعريف لدن؟
هي ظرف مبهم، يدل على بدء الغاية الزمانية، أو المكانية. والمراد بالغاية: ما يدل عليه الكلام بعدها من المقدار الزمني، أو المسافة المكانية، من حيث يكون البدء بها، وتجر ما بعدها بالإضافة لفظا إنْ كان معرباً، ومحلا إنْ كان مبنياً أو جملة.

س26: بم تختصُّ (لَدُنْ) بمعنى عند؟
1-      أنها ملازمة لمبدأ الغايات، فمن ثم يتعاقبان (يتداولان) في نحو: "جئت من عنده" و"من لدنه" وفي التنزيل: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}، بخلاف؛ نحو: "جلست عنده"؛ فلا يجوز فيه "جلست لدنه" لعدم معنى الابتداء هنا.
2-      أن الغالب استعمالها مجرورة بمن.
3-      أنها مبنية إلا في لغة قيس؛ وبلغتهم قرئ: {مِنْ لَدُنْهُ}.
4-      جواز إضافتها إلى الجمل؛ كقوله: (لدن شب حتى شاب سود الذوائب).
5-      جواز إفرادها قبل "غدوة" فتنصبها: إما على التمييز؛ أو على التشبيه بالمفعول به؛ أو على إضمار "كان" واسمها، والجر القياس والغالب في الاستعمال.
6-      أنها لا تقع إلا فضلة؛ تقول "السفر من عند البصرة"، ولا تقول "من لدن البصرة".

س27: عرف بـ: (معَ) وأعط مثالا لها في حالتي: الإضافة وعدمها.
 مع اسم لمكان الاجتماع معرب إلا في لغة ربيعة وغنم فتبنى على السكون؛ كقوله: فريشي منكم وهواي مَعْكُم. وإذا لقي الساكنة ساكن؛ جاز كسرها وفتحها؛ نحو: "مع القوم"، وقد تفرد بمعنى جميعا فتنصب على الحال؛ نحو: "جاءوا معا".

س28: عرف بـ: (غير) في الإضافة موضحاً بمثال.
"غير": اسم دال على مخالفة ما قبله لحقيقة ما بعده، وإذا وقع بعد "ليس"، وعلم المضاف إليه؛ جاز ذكره كـ"قبضت عَشْرَةً ليس غيرُها"، وجاز حذفه لفظا؛ فيضم بغير تنوين، ويجوز الفتح قليلا مع التنوين ودونه، فهي خبر، والحركة إعراب باتفاق، كالضم مع التنوين.

س29: ما حكم (قبل وبعد) وما أشبههما في الإضافة:
ج- يجب إعرابهما في ثلاث صُوَرٍ: إحداها: أن يُصَرَّح بالمضاف إليه؛ كـ: جِئْتُكَ بَعْدَ الظُّهْرِ، وقبلَ العصرِ، ومِنْ قَبْلِه، ومِنْ بَعْدِه.
الثانية: أن يُحْذَفَ المضافُ إليه ويُنْوَى ثُبوتُ لفظهِ فيبقى الإعرابُ وتَرْكُ التنوين كما لو ذكر المضاف إليه كقوله:
 وَمِنْ قَبْلِ نَادَى كُلُّ مَوْلَى قَرَابَةٍ = فما عطَفت مولى عليه العواطفُ
أي: ومِنْ قبل ذلكَ وقُرِئ: {للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلِ وَمِنْ بَعْدِ} بالجر من غير تنوين أي من قبلِ الغَلَبِ ومن بعده.
الثالثة: أن يُحْذَفَ ولا يُنْوَى شيء فيبقى الإعراب ولكن يرجع التنوين لزوال ما يُعَارضه في اللفظ والتقدير؛ كقراءة بعضهم {مِنْ قَبْلٍ وَمِنْ بَعْدٍ}، بالجر والتنوين، وقوله:
فَسَاغَ لِيَ الشَّرَابُ وَكُنْتُ قَبْلاً = أكادُ أَغَصُّ بالماءِ الفُراتِ
وقوله: ونحن قتلنا الأَسْدَ أَسْدَ شَنُوءَةٍ = فَمَا شَرِبُوا بَعْدًا عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَا
وهما نكرتان في هذا الوجه، لعدم الإضافة لفظاً وتقديراً، ولذلك نُوّنَا، ومعرفتان في الوجهين قبله.
حالة البناء على الضم: فإن نُوِىَ معنى المضاف إليه دون لفظه بُنيا على الضم نحو {للهِ الأمْرُ منْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} في قراء الجماعة، ومثلهما في الحكم (أَوَّلُ)، و(دُون)، وأسماءُ الجهات يَمِين، وشِمَال، ووَرَاء، وأَمَام، وفَوْق، وتحت.

س29: ما أحكام كلٍّ من: (أوّلُ)، و(دونَ)، وأسماء الجهات؛ كـ:يمين، شمال، وراء، أمام، فوق، تحت؟
ومنها "أول" و"دون"، وأسماء الجهات: كيمين، وشمال، ووراء، وأمام، وفوق وهي على التفصيل المذكور في "قبل وبعد"؛ تقول: جاء القوم وأخوك خلف، أو أمام؛ تريد خلفهم أو أمامهم، قال: لعنا يشن عليه من قدام، وقال: على أينا تعدو المنية أول.

س30: ما استعمالات الظرف (حسب)؟ لها استعمالان:
1-      أن تكون بمعنى "كاف"؛ فتستعمل استعمال الصفات: فتكون نعتا لنكرة؛ كمررت برجل حسبك من رجل؛ أي: كاف لك عن غيره، وحالًا لمعرفة؛ كهذا عبد الله حسبك من رجل. واستعمال الأسماء؛ نحو: {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ} ؛ {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ}، بحسبك درهم. وبهذا يرد على من زعم أنها اسم فعل؛ فإن العوامل اللفظية لا تدخل على أسماء الأفعال باتفاق.
2-       أن تكون بمنزلة "لا غير" في المعنى؛ فتستعمل مفردة، وهذه هي حسب المتقدمة. ولكنها عند قطعها عن الإضافة تجدد لها إشرابها هذا المعنى، وملازمتها للوصفية، أو الحالية، أو الابتدائية، وبناؤها على الضم؛ تقول: رأيت رجلا حسب، ورأيت زيدًا حسب.
وتقول في المعرفة هذا عبد الله حسبك من رجل، فتنصب حسبك على الحال".

س31: هل يجوز حذف المضاف أو المضاف إليه؟
ج- يجوز أن يُحْذَف ما عُلم من مُضَافٍ ومضافٍ إليه، فإن كان المحذوفُ المضافَ فالغالبُ أن يَخْلُفه في إعرابه المضافُ إليه، نحو: {وَجَاءَ رَبُّكَ}، أي: أمْرُ رَبِّك، ونحو: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}، أي: أهْلَ القرية.

س32: ما حكم الفصل بين المضاف والمضاف إليه؟
ج- قال ابن هشام: زَعَمَ كثيرٌ من النحويين أنه لا يُفْصَل بين المتضايفين إلا في الشعر، والحقُّ أن مسائل الفصل سَبْعٌ منها ثلاث جائزة في السَّعَةِ.

س33: اذكر مواضع الفصل بين المتضايفين في النثر مع الأمثلة؟
1-     أن يكون المضاف مَصْدَرا والمضاف إليه فاعلَهُ، والفاصل مفعوله كقراءة ابن عامر: {وكذلك زُيِّنَ لكثير من المشركين قَتْلُ – أَوْلاَدَهُم - شُرَكَائِهِمْ}، وقول الشاعر: (فَسُقْنَاهُمُ سَوْقَ - الْبُغَاثَ – الأَجَادِلِ).
2-     أن يكون المضافُ وَصْفا، والمضاف إليه مفعوله الأول، والفاصلُ مفعوله الثاني، كقراءة بعضهم {فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ - وَعْدَهُ - رُسُلِهِ}، وقول الشاعر: وَسِوَاكَ مَانِعُ – فَضْلَهُ – المحُتاجِ.
3-     أو ظَرْفُه كقول بعضهم: تَرْكُ - يَوْماً - نَفْسِكَ هَوَاهَا، وقوله عليه الصلاة و السلام: هَلْ أنْتُمْ تَاِركُوِ – لي - صَاحِبي، وقول الشاعر: (فرِشْني بخير، لا أكونَنْ ومِدْحَتي = كَنَاحِتِ – يَوْما - صَخْرَةٍ بِعَسِيلِ).
4-     أن يكون الفاصِلُ قَسَما كقولك: هذَا غُلاَمُ - وَاللهِ - زَيْدٍ.

س34: اذكر مواضع الفصل بين المتضايفين في الشعر مع الأمثلة؟
1-     الفَصْلُ بالأجنبيّ، ونعني به معمولَ غيرِ المضافِ فاعلا كان: أَنْجَبَ أَيَّامَ - وَالِدَاهُ بِهِ - = إِذْ نَجَلاَهُ فنِعْمَ ما نَجَلاَ, أو مفعولا كقوله:             (تَسْقِي امْتِيَاحا نَدَى – المِسْوَاكَ - رِيَقتِهَا = كما تضمّن ماءَ المُزْنَةِ الرَّصَفُ)؛ أي: تَسْقى نَدَي رِيقَتِهِاَ الِمْسَواكَ، أو ظَرْفاً كقوله:   كَمَا خُطَّ الكِتَابُ بِكَفِّ – يَوْما - = يَهُوِديٍّ يُقَارِبُ أوْ يُزِيلُ.
2-     الفَصْلُ بفاعلِ المضافِ كقوله: 
ما إن وجدنا للهوى من طبِّ = وَلاَ عَدِمْنَا قَهْرَ – وَجْدٌ – صَبِّ
3-     الفَصْلُ بِنَعْتٍ المضاف كقوله:
نجوتُ وقَدْ بَلَّ المُرادِيُّ سيفَهُ = مِنَ ابْنِ أبِي - شَيْخِ الأبَاطِحِ – طَالِبِ
4-      الفَصْلُ بالنداء؛ كقوله:
كَأَنَّ بِرْذَوْنَ - أَبَا عِصَامِ - = زَيْدٍ، حِمَارٌ دُقَّ بِاللِّجَام
أي: كأنَّ برذونَ زيدٍ يا أبا عصام.

 أحكام المضاف إلى ياء المتكلم:

س35: ما أحكام المضاف لياء المتكلم؟
- يجب كَسْرُ آخره كغُلاَمِي، ويجوز فتح الياء وإسكانها، يستثنى من هذين الحكمين أربع مسائل وهي:
1-    المقصورُ: فَتًى، وقَذًى: فتايَ، قذايَ، ولغة هذيل: فَتَيَّ: سبقوا هَوَيَّ وأعنقوا لهواهُم = فتُخُرِّمُوا ولكلِّ جنبٍ مَصْرَعُ
2-    المنقوصُ: رَامٍ، وقَاضٍ: رامِيَّ، قاضِيَّ.
3-    والمثنَّى كابْنَيْنِ وغُلاَمَيْنِ: في الرفع ابناي، وغلاماي، وفي النصب والجر: ابنيَّ، وغلاميَّ.
4-    وجمعُ المذكَّر السالم، كَزَيْدِينَ وَمُسْلِميَن: في الرفع - تقلب الواو ياء وتقلب الضمة كسرة، وتبقى الفتحة – والنصب، والجرّ (وتدغم الياء في الياء): زَيْدِيّ، مُسْلِمِيَّ، و مُصْطَفَيَّ.
وهذه الأربعة آخرها واجب السكون والياء معها واجبة الفتح.

س 35: ما تعريف الإضافة:
هي نسبةٌ تَقييديةٌ بينَ اسمَين، ويُسمى الأوّل مُضاًفا، ويعرَبُ حَسبَ موقعِهِ مِن الجملة، ولا يَقبل التّنوين ظاهرًا أو مُقَدَّرًا أبدًا، ولا نون المثنى وجمعِ السّلامة.
ويُسمّى الّثانى مضاًفا إليه، وهو مجرورٌ دائمًا؛ كقولك في ثوبٍ ودَرَاهِمَ: ثَوْبُ زَيْدٍ ودَرَاهِمُهُ، ونحو:(تَبَّتْ يَدَا أَبىِ لَهَبٍ )، و( هذَانِ أثْنا زَيْدٍ )، ونونُ جمع المذكَّر السالم وشبهه، نحو:(والمُقِيمِى الصَّلاَةِ ). ولا تحذف النّون التى تليها علامَةُ الإعراب، نحو:(بَسَاتِينُ زَيْدُ )، و(شَيَاطِينُ الإنْسِ).

س 36: ما أنواع الإضافة؟

أولا: الإضافة المَعْنَوِيّة المَحضَة؛ لأنها أفادت أمراً معنويًا، وكانت خالصة من تقدير الانفصال، وهي على قسمين:
1-  ما يُفيدُ تَعَرُّفَ المضاف بالمضاف إليه إنْ كان معرفة؛ كـ( غُلاَم زَيْدٍ )وتَخَصُّصَهُ به إن كان نكرة ( غُلاَم امْرَأَةٍ )، وهذا النوع هو الغالب.
2-  ما يفيدُ تَخَصُّصَ المضاف دون تعرفه وضابطه: أن يكون المضاف مُتَوَغِّلاً في الإبهام كغَيْر ومِثْل إذا أُرِيد بهما مُطْلَق المماثلة والمغايرة لا كَمَالُهُمَا؛ لذلك صَحَّ وصف النكرة بهما في، نحو:(مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِثْلِكَ)، أو ( غَيْرِكَ ).
- تكون الإضافة على معنى اللام بأكْثَرِيّةٍ، وعلى معنى ( مِنْ ) بكثرة، وعلى معنى ( في )بِقّلةٍ. وَضَابِطُ التى بمعنى (فى).
- يكون الثاني ظَرْفًا للأول، نحو:(مَكْرُ الّليْلِ )، و( يا صَاحِبَىِ السِّجْنِ )، والتى بمعنى ( مِنْ) أن يكون المضاف بَعْضَ المضاف إليه وصالحاً للإخبار به عنه؛ كـ( خَاتَمِ فِضّةٍ )، فإن انتفى الشَّرطان معا، نحو:ثَوْبُ زَيْدٍ وغُلاَمه، وحَصِير المَسْجِدِ وقِنْدِيله، أو الأول فقط، نحو:(يَوْم الخَمِيس )، أو الثاني فقط، نحو:(يَدُ زَيْدٍ) فالإضافة بمعنى لام الملك والاختصاص.

ثانيا: الإضافة اللفظِيّة (غير المَحْضَة)؛ وهي لا تفيدُ أمراً معنويًا ضابطها: أن يكون المضافُ صفةً تُشْبه المضارعَ في كونها مُرَاداً بها الحالُ أو الاستقبالُ، وهذه الصفة ثلاثة أنْوَاعٍ: اسم فاعل؛ كـ(ضَارِب زَيْدٍ ) و(رَاجِينَا )، واسم المفعول، كـ(مَضْرُوب الْعَبْدِ)، و(مُرَوَّع القَلْبِ)، والصفة المشبهة؛ كـ(حَسَن الْوَجْهِ )، و(عَظِيم الأمَلِ)، و(قَلِيل الحِيَلِ).
1.     الدليلُ على أن هذه الإضافة لا تفيد المضاف تعريفاً وَصْفُ النكرة به في نحو:( هَدْياً بَالِغَ الكَعْبَةِ )، وَوُقُوعُهُ حالا في نحو:( ثَانِىَ عِطْفِهِ)، وقوله: ( فَأَتَتْ بِهِ حُوشَ الْفُؤَادِ مُبَطَّناً )، ودخولُ (رُبَّ ) عليه في قوله: ( يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ كَانَ يَطْلُبُكُمْ).
2.     الدليلُ على أنّ هذه الإضافَة لا تفيد تخصيصاً أنَّ أصلَ قولك: (ضَارِبُ زَيْدٍ، هو: ضاربٌ زيداً)؛ فالاختصاص موجودٌ قبلَ الإضافة، وإنّما تفيدُ التخفيفَ أو رَفْعَ القُبْحِ.
3.     أمّا التّخفيفُ فبِحذفِ التنوين الظاهرِ؛ كما في: (ضَارِبِ زَيْدٍ )، و(ضَارِبَاتِ عَمْرٍو ) و(حَسَنِ وَجْهِهِ)، أو المُقَدَّر كما في (ضَوَارِبِ زَيْدٍ ) و(حَوَاجِّ بَيْتِ اللهِ )، أو نون التثنية كما في (ضَارِبَا زَيْدٍ )، أو الجمع كما في (ضَارِبُو زَيْدٍ ).
4.     أمَّا رَفْعُ القُبْح ففي نحو: (مَرَرْتُ بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الْوَجْهِ )، فإنّ في رفع (الْوَجْهِ ) قُبْحَ خُلُوّ الصفة من ضميرٍ يعود على الموصوف، وفى نصبه قُبْحَ إجراء وصف القاصر مُجْرَى وصف المتعدِّي، وفي الجرِّ تخلصٌ منهما، ومِن ثَمَّ امتنع (الْحَسَن وَجْهِه)؛ لانتفاء قُبْحِ الرَّفع، ونحو: (الْحَسَن وَجْهٍ )؛ لانتفاءِ قُبْحَ النَّصب؛ لأنّ النكرة تنصبُ على التمييز.
5.     تُسَمَّى الإضافة في هذا النوع لفظية؛ لأنّها أفادت أمراً لفظيَّا، وغير مَحْضَة؛ لأنّها في تقدير الانفصال.
6.     تختص الإضافة اللفظية بجواز دخول (أل ) على المضاف في خمس مسائل:
1-       أن يكون المضاف إليه بأل كـ(الْجَعْدِ الشَّعَرِ ) وقوله: ( شِفَاءٌ وَهُنَّ الشَّافِيَاتُ الْحَوَائِمِ ... )
2-       أن يكون مُضَافاً لما فيه (أل ) كـ(الضَّارِبِ رَأْسِ الْجَانِى ) وقوله: ( لَقَدْ ظَفِرَ الزُّوَّارُ أَقْفِيَةِ الْعِدَى ... ).
3-       أن يكون مُضَافاً إلى ضمير ما فيه (أل ) كقوله: ( الْوُدُّ أَنْتِ المُسْتَحِقّةُ صَفْوِهِ ... ).
4-       أن يكون المضاف مُثَنًّى كقوله: ( إِنْ يَغْنَيَا عَنِّىَ المُسْتَوْطِنَا عَدَنِ ... ).
5-       أن يكون جَمْعاً اتَّبَعَ سَبِيلَ المثنى، وهو جمع المذكر السالم فإنّه يُعْرَب بحرفين، ويَسْلم فيه بناء الواحد، وَيُخْتَمُ بنون زائدة تحذف للإضافة كما أنَّ المثنى كذلك كقوله: ( لَيْسَ الأخِلاّءُ بِالْمُصْغِى مَسَامِعِهِمْ ... ).
6-       جَوَّز الفَرَّاءُ إضافَةَ الوَصْفِ المحلّى بأل إلى المعارفِ كلِّها، كـ(الضَّارِب زيدٍ ) و (الضَّارِب هذَا )، بخلاف (الضَّارِب رَجُلٍ)...

س 37:  قد يكتسب المضافُ المذكَّرُ من المضاف إليه المؤنثِ تأنيثَهُ، وبالعكس، وشَرْطُ ذلك في الصورتين صلاحِيَةُ المضاف للاستغناء عنه بالمضاف إليه:
1-  من الأول قولُهم: (قُطِعَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ)، وقراءةُ بَعْضِهِمْ: ( تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ) وقولُه:( طُولُ اللّيَالِي أَسْرَعَتْ فيِ نَقْضِى).
2-  ومن الثاني قولُه: ( إنَارَةُ الْعَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى ... )، ويحتمله ( إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ)، ولا يجوز: (قَامَتْ غُلاَمُ هِنْدٍ )، ولا (قَامَ امْرَأَةُ زَيْدٍ )؛ لعدم صلاحِيَةِ المضاف فيهما للاستغناء عنه بالمضاف إليه .
 س 38:  لا يضاف اسْمٌ لمُرَادِفِه كـ( لَيْث أَسَدٍ )، ولا موصوفٌ إلى صفته كـ(رَجُل فَاضِلٍ )، ولا صفة إلى موصوفها كــ(فَاضِل رَجُلٍ )، فإن سُمِعَ ما يُوهِمُ شيئاً من ذلك يُؤَوَّل:
1-  فمن الأول قولُهم: (جاءنى سَعِيدُ كُرْزٍ ) وتأويلُه: أن يُرَادَ بالأول المُسَمَّى وبالثاني الاسْمُ؛ أي جاءنى مُسَمًّى هذا الاسم.
2-  ومن الثاني قولُهم: (حَبَّةُ الْحَمْقَاءِ ) و (صَلاَةُ الأولى ) و (مَسْجِدُ الجامع ) وتأويلُه: أن يُقَدَّرَ موصوفٌ أي حَبَّةُ البقلةِ الحمقاء وصلاة الساعة الأولى ومسجد المكان الجامع.
3-  ومن الثالث قولُهم (جَرْدُ قَطِيفَةٍ ) و (سَحْقُ عمامَةٍ )، وتأويلُه: أن يُقَدَّرَ موصوفٌ أيضاً وإضافة الصفة إلى جنسها؛ أي شَيْءٌ جَرْدٌ من جنس القطيفة وشَيْءٌ سَحْقٌ من جنس العمامة.

الغالبُ على الأسماء أن تكون صالحةً للإضافة والإفراد؛ كـ( غُلاَم و(وثَوْب )؛ ومنها ما يمتنع إضافتُه كالمضمرات والإشارات، وكغير أيِّ من الموصولات وأسماء الشرط والاستفهام، ومنها ما هو واجبُ الإضافةِ إلى المفرد، وهو نوعان: ما يجوز قَطْعُه عن الإضافة في اللفظ، نحو:(كلّ ) و(بَعْض ) و(أيّ )؛ قال الله تعالى: ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) و( فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) و( أَيًّا مَا تَدْعُوا ).
لدنا = لدن + نا.لدن: ظرف مكان مبني على السّكون في محل جرّ، وهو مضاف. نا: ضمير متصل مبني في محل جرّ بالإضافة. وقد تتصل به نون الوقاية إذا أضيف إلى ياء المتكلّم، مثل: لدنّي: لدن ن ي.
ج – إلى الجملة، مثل: انتظرت عودة أبي لدن طلعت الشمس إلى أن غربت. لدن: ظرف زمان مبني... الجملة الفعلية (طلعت الشمس) في محل جرّ بالإضافة. ومثل: يُعرف الصّديق لدن تقع المصائب.
3 – مع: ظرف...مبني على الفتح في محل نصب وهو مضاف.وهو اسم يلازم الإضافة إلى الاسم المفرد، ولا يضاف إلى الجملة.
نحو قوله تعالى:{ واسْتعينوا بالصّبر والصّلاةِ إنّ اللهَ معَ الصّابرين}. مع: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب وهو مضاف. الصّابرين: مضاف إليه مجرور. ومثل: أحبُّ المسير مع الشاطئفقد يكون (مع) ظرف زمان أو مكان حسب سياق الجملة ...
وتأتي (مع) حالاً إذا نوّن تنوين الفتح، نحو: جلسنا معا، خرجنا معا. معا: حال منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
ويأتي خبرًا للمبتدأ، مثل: محمد ومحمود معا
معا: ظرف مكان منصوب، وشبه الجملة الظرفية في محل رفع خبر المبتدأ.